كتبت/ سلسبيل حسين
في زحام الحياة حيث تتلاشى الأصوات وتتيه الحكايات، يبرز نورٌ خافتٌ ليرسم درباً فريداً، وتتراقص الكلمات على إيقاع قصةٍ ملهمةٍ لرجلٍ لم يرضَ إلا بالقمة. إنه الدكتور محمود صلاح سالم، ليس مجرد اسمٍ عابرٍ، بل أيقونةٌ في سماء التدريب والقيادة، وعزفٌ منفردٌ على أوتار العزيمة والإصرار.
عندما يلامس الحلم تراب الواقع
لم يكن مساره كغيره؛ فمن مقاعد كلية التربية بجامعة عين شمس، حيث تفتحت براعم حلمه الأول في التدريس، إلى منعطفٍ قدريٍّ قاده نحو كلية التجارة الخارجية بجامعة حلوان. رحلةٌ تبدو متناقضة، لكنها كانت تخفي في طياتها بذرة انطلاقةٍ لمستقبلٍ يفوق التوقعات. لم يكن هذا التغيير إلا بداية فصلٍ جديدٍ في كتابٍ مليءٍ بالإنجازات.
لقاء يضيء درب العظماء
تُرى، هل للقدر ألوانٌ تُبهرنا؟ نعم، عندما التقى الدكتور محمود صلاح بالراحل العظيم الدكتور إبراهيم الفقي في دبلومة إعداد القادة. كان ذلك اللقاء بمثابة شرارةٍ أضاءت درباً لم يكن ليُرى لولاها.
من المعرفة إلى العرفان
لم تكن المناصب غاية، بل كانت محطاتٍ في رحلةٍ أعمق نحو بناء الذات. عمل بجدٍ ليكسب قوته، واجتاز تجارب عديدة صقلت شخصيته. لم يكن القارئ العادي، بل الغواص في بحور العلم، ناهلاً من معين كتب التراث الديني، حتى أكرمه الله بختم حفظ القرآن الكريم.