في عالمٍ تتعالى فيه الأصوات وتتنافس فيه الأفكار، برز اسم د. محمود صلاح، الذي استطاع أن يُرسّخ لنفسه مكانةً رفيعةً في مجال التدريب والتدريس. يُعدّ د. محمود قدوة، إذ نجح في الانتقال من نطاق التعليم الأكاديمي إلى قيادة ندوات تدريبية تُؤثّر في حياة الآلاف.
بدأت البداية كحلقة وصل عادية، حيث خطا د. محمود خطواته الأولى في كلية التربية بجامعة عين شمس، حيث كان حلمه أن يصبح مُعلّمًا. لكن الظروف قادته إلى كلية التجارة الخارجية بجامعة حلوان، والتي كانت نقطة تحوّل في مسيرته الأكاديمية. لكنه لم يتخلَّ عن هذا التحوّل، بل استثمر كل ما تعلمه في صقل مهاراته وتطوير ذاته.
تغيّر مسار حياته جذريًا عندما التقى د. إبراهيم الفقي، أحد أبرز الأسماء في مجال التنمية البشرية. منذ تلك اللحظة، انطلقت مسيرة الدكتور محمود نحو تحقيق الإنجازات، حيث شغل مناصب مهمة كرئيس شباب محافظة القليوبية، وعضوية المجلس الرئاسي لبرلمان الشباب. كما ساهم في كتابة الدستور المصري، مما زاد من شغفه بالقيادة والعمل العام.
ورغم التحديات التي واجهها، ومنها الصعوبات المالية، لم يتردد الدكتور محمود في السعي وراء أحلامه، فاجتهد في قراءة كتب التراث الديني، وأتم حفظ القرآن الكريم. إلا أنه ظل بعيدًا عن انتماءاته السياسية والدينية، متمسكًا بقيمه ومبادئه الشخصية.
ولدكتور محمود باع طويل في مجال التدريب، حيث حصل على العديد من الدبلومات في الإدارة وتطوير الذات، بالإضافة إلى الماجستير المهني في الإدارة والقيادة، والدكتوراه في التدريب والتدريس. وقد ساهم بمؤهلاته وخبراته في تدريب أكثر من 150 ألف متدرب حتى مطلع عام 2024، مما يعكس تأثيره الواسع.
في عام ٢٠١٧، أسس أكاديمية البورد المصري، التي أصبحت من الأكاديميات الرائدة في الشرق الأوسط في تأهيل المدربين. تخرج على يديه العديد من الشخصيات البارزة في مجال التدريب والقيادة من أكثر من ٩ دول عربية.
ومن أبرز إنجازاته الجديرة بالذكر وضع معايير الآيزو للمدرب، والتي نالت اعتماداً دولياً من الهيئة الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا. وكان للدكتور محمود دور بارز في تطوير هذه المعايير، التي تهدف إلى تحسين جودة التدريب وزيادة فاعليته عالمياً.
يؤمن الدكتور محمود بأن الفجوة الكبيرة في مستوى التدريب في المؤسسات التعليمية والشركات تحتاج إلى إطار عمل موحد. ومن هنا جاءت فكرته، التي جمع فيها جهود خبراء من جميع أنحاء العالم لصياغة معايير شاملة وقابلة للتطبيق، تعزز جودة التدريب وتضمن نتائج فعالة.
لا تقتصر أهداف معايير الآيزو للمدرب على مجرد توفير إطار مفاهيمي؛ بل تشمل أساليب تدريس حديثة، وتقييم أداء المدربين، وبرامج تدريبية تلبي احتياجات المتدربين بشكل أفضل. أثبت الدكتور محمود صلاح مجددًا أن الالتزام والمعرفة يُحدثان فرقًا في حياة الناس، ويُحققان النجاح في مختلف البيئات.
وفي الختام، يبقى الدكتور محمود صلاح رمزًا للإلهام والابتكار في مجال التدريب. مسيرته تستحق التقدير، ونأمل أن تستمر في تحفيز القلوب والعقول لتحقيق المزيد من الإنجازات.
بقلم: رغدة محمد يونس
Arabic 
English